في الأيام العادية عندما تعتقد أنها حياتك بالفعل الجميلة والروتينية يأتيك ذلك الشيء الذي لم يكن بالحسبان فيقلب حياتك رأسا على عقب لا تعرف ماذا تفعل أو ماذا يجري حولك يسكن الزمان والمكان لكنه أمامك يتحرك حين ترى الأرض تغضب على من يسكنها والموتى بحفل والأحياء يدفنون وقتها لن تعرف هل هذا حقيقي ام مجرد وهم وتبقى في دوامة مابين الواقع والخيال وهم وحقيقة ميت وحي كاذب وصادق إعلم وقتها فقط أنك في....

تنظر للسماء عبر النافذة وتفكر بموضوع غاية بالأهمية ثم همست بصوت خافت

:ياترى امي عملت العدس زي ما قالت ولا اتراجعت في آخر لحظة يارب انت عارف اني غلبانه ومابحبش العدس

اقتحمت تلك الخلوة الفكرية صديقتها وهي تهمس لها

: سلمى امك طابخه ايه انهاردة

سلمى : شكلها هترسى على العدس

: ييييه انتوا كمان إسئلي نور

سلمى : نور يا نور

: انتي يا طرشا

نور : ايه.. صحيح يا سلمى أمك طابخه ايه اصل احنا عندنا عدس

سلمى : حالة عامه عند الكل ولا ايه

نور : وانتي يا منة

منة : قالتلك عند الكل

اوقفهم من إستكمال الحديث الهامس صوت الأستاذ الغاضب

: الهوانم الفي الآخر تلاته بيتكلموا وواحدة نايمه

برااا

نور : يانهار صحي الفي غيبوبة

منة : رودينا يا رودينا انتي يا زفته

رودينا : كام بيودي لفين

ضحك الدرس عليهن

الأستاذ : سكووت ..برا انتوا الأربعه ماتدخلوش الحصه الجاية الا بولي الأمر

خرجت الفتيات يتذمرات

رودينا : ايه الحصل بقا أنا كنت نايمه في أمان الله

منة : سيبك أستاذ معقد نفسيا

نور : منك لله يا حسنية هي كل ما تنكد عليه في البيت ييجي يطلعوا علينا احنا

سلمى : أنا كدا كدا ماكنتش هاجي عنده تاني مش بفهم منه

رودينا : سيبك من دا كله أمك طابخه ايه

سلمى : في ايه ياجماعه مالكوا بأمي انهاردة

رودينا : أصل أمي طابخه بسلة

منة : أي دا طابخة بسلة والحته لسه شاتية امبارح هي إمك عارفة أن الحتة شتت

رودينا : أه عادي

نور : احنا لازم نروح نصور مع امك الحتة مطرت وماطبختش عدس

رودينا : طب ياريت أنا بحبه

سلمى : الساعه معاكوا كام

نور : واحده ونص

سلمى : يدوبك نلحق الفيزياء يلا

نور : صحيح هو احنا هناخد للأجازة امتى

سلمى : بيقولوا الأسبوع الجاي

رودينا : أنا مش هفتح كتاب في الإسبوعين دول

منة : ولا أنا

بعد وقت وصلوا لدرس الفيزياء تحت استعجاب الأستاذ

#رفيدة_سمير

: أول مرة يعني تيجوا بدري من أولى ثانوي

منه : قولنا احنا تالته ثانوي نجتهد بقا

نظر لهم بنظرة مشككه

: مش مصدقكم

رأت سلمى ورق على الطاولة دفعها الفضول في قرائته وجدته رحلة تحت تنظيم الأستاذ أحمد والأستاذة صفاء إبنة عمه

سلمى : انت هتطلع رحلة

الأستاذ أحمد : إسمها إنت

منة : يعني هتطلع

الأستاذ أحمد : أيوا في الأسبوعين بتوع الأجازة

رودينا : ماقولتلناش ليه

الأستاذ أحمد : هو أنا لحقت هي الأسبوع الجاي في الأجازة هتكون لجبال البحر الأحمر الإشتراك ٣٠٠ جنيه

نور : جبال البحر الأحمر

قالت كلماتها بإستنفار حتى أتى جميع الفتيات والفتيان وبدؤا بأخذ الدرس وسلمى لا تفكر سوا بالرحلة وكيف ستقنع أهلها انتهى الوقت وأعلن الأستاذ عن الرحلة وأكثر مؤيديها الأولاد أما عن الفتيات فلم يعحبوا كثيرا بالفكرة إلى ذلك الحد ماعدا سلمى التي لمعت عيناها بشدة حماسا لتجربة جديدة

بغرفة سلمى إجتمعت الفتيات

سلمى : لأ بجد احنا لازم نروح

نور : نروح فين يابنتي عايزة تروحي الجبال وأنا بشرتي مش هتستحمل الحر

منه : وبعدين الاشتراك غالي قوي وانا أعلي مستحيل يطلعوني في رحلة مشتركة

رودينا : معاها حق دا غير أن البنات اصلا قليلين وماحدش عايز يطلع

سلمى : اسمعوا مني بس أول رحلة نطلعها مع بعض وكمان احنا تالته ثانوي يعني حاجة تخف من علينا الضغوطات

منة : انتي بتذاكري اصلا

سلمى : لأ بس عندي ضغوطات

نور : انسي أنا بشرتي حساسة

سلمى : انتي عارفة الفيو هناك هيبقى عامل ازاي اول واحدة تصور الحاجات دي

وهكذا استمرت بإقناعهم حتى إقتنعوا جميعا واستمرت العقبة الوحيدة أمامهم رضى الأهل وبعد معاناة طويلة وافقوا الأهالي بشرط أن يبقوا دائما على تواصل مع الأستاذة صفاء

مر الأسبوع ثقيلا على سلمى وأتى يوم الجمعه أخيرا

على الهاتف يتحدثون أربعتهم في مكالمه جماعيه

سلمى : هنمشي امتى

رودينا : الحد الساعه خمسه الفجر كدا

نور : مش بدري

رودينا : ولا بدري ولا حاجة

منه : هناخد سندوتشات معانا ايه

سلمى : لانشون وجبنه

رودينا : مش بحب الإنسان

سلمى : هنبقا نجيب أي حاجة تانية

منه : زي ايه

سلمى : اسئلوا غيبوبة (لقب رودينا)

رودينا: فكك من الانسان منك ليها وأنا معاكوا

سلمى : أيوا يابا

رودينا : أنا هعملكوا حواوشي متسيح عليه جبنه رومي

نور : حواوشي في رحلة لأ طبعا

منه : سيبك من البت دي

سلمى : انت قلبك طيب المرحة دي هتعمللنا حواوشي على حسابك بجد انتي أخلى غيبوبة

رودينا : إيديكم على ٦٠ جنيه من كل واحدة كدا الحالة بتكح جبس

منه : ٦٠ ليه انشاء الله

رودينا: ميه وخمسين نص كيلو لحمه و ستين جنيه سبيرو سباتس علشان الباقي مقاطعه وعمو صلاح الحرامي بتاع الكشك بيبيع الواحده بخمستاشر داغير الجبنه ال ومي والعيش البلدي

سلمى : أنا معايا ستين جنيه من مصروف الشعر

منه : وانا هقول لابويا

رودينا : اخويا كان إستلف مني خامسين هاخدها منه واتصرف في العشرة

نور : ياجماعه انتوا ناسيين اهم حاجة

التلاته مع بعض : ايه

نور : لون المونكير بتاعي لحد دلوقتي مش لاقيا

لم يتكلموا إكتفوا فقط بغلق الخط جميعا وقت واحد لم يبقى سواها

نور : ألو ألو أيوا يعني أحط ايه أنا دلوقتي

مر يوم السبت وأتى الأحد تحديدا الساعة الخامسه

واقفين منتظرين الحافلة لتأتي ومعهن أخ رودينا الأكبر أتى للإطمئنان عليهن لم تحضر الكثير من الفتيات كانوا عشرة فقط والباقي فتيان أتت الحافلة

وركب الجميع بسرعة وانطلقوا في الطريق حيث لعبت الأغاني والفرحة دورا مهما راقبت سلمى أصدقائها فسرعان ما غفت رودينا ومنه تعاني من دوار المواصلات ونور بجانبها تصور نفسها كل لحظة تطمئن على مكياجها وتلك المساحيق وفي منتصف الطريق أتى ما لم يكن بالحسبان

(

هذا الرواية من تأليفي انا لكن وكما يبدوا حدث خطأ ما مني جعلني أجعلها من تصنيف الروايات المترجمة

)

2024/04/25 · 14 مشاهدة · 975 كلمة
نادي الروايات - 2024